نشرت شبكة CNN الإخبارية، تقريرا عن تفشى التحرش الجنسى فى مصر بشكل يجعل أى امرأة تتحرك فى الشارع عرضة للتحرش من جانب الرجال المصريين.
وذكرت CNN فى تقريرها أنه "لا يهم إن كانت شابة أو كبيرة بالسن، ولا يهم أن تكون مصرية أو أجنبية ولا فقيرة أو من الطبقة الوسطى أو الثرية"، ولكنها طالما تعيش فى القاهرة "فإن فرص التعرض للتحرش الجنسى واردة، بل وكبيرة، ذلك أن التحرش يحدث فى الشوارع وفى حافلات النقل المزدحمة، وأماكن العمل والمدارس، وحتى فى عيادات الأطباء"، وفقا لما ذكره التقرير.
وقالت مارى روجرز، الصحفية والمصورة فى CNN، إنها تعرضت للتحرش، مؤخرا حيث تعرض لها سائق سيارة شاب وهى فى طريقها إلى منزلها، وأطلق عليها "عاهرة"، رغم أنها بعمر أمه أو أكبر، وقبل أن ترد عليه كان ابتعد، وظل شرطى قريبا من الحدث "يقهقه"، وفقا لما ذكرته شبكة CNN.
وتقول مارى: "هذا الحادث يعتبر ثانوياً مقارنة بذلك الذى وقع عام 1994، بعد أن انتقلت للعمل فى القاهرة، حيث كان الطقس شتاء، وكنت أرتدى ملابس شتوية ثقيلة عندما اقترب منى رجل وأمسك بثديى، لكننى لكمته على وجهه، وكلت له الشتائم والسباب، فإذا به يشحب جراء المفاجأة ويعتذر بهمس" وبعد ذلك الموقف، لم تعد تمشى فى الشوارع بين العمل والمنزل.
وأضاف التقرير أن التحرش الجنسى يتخذ أشكالاً مختلفة، فهى قد تكون عبارات نابية أو الملاحقة أو النظرات وتصل حد اللمس، وربما تصبح أكثر خطورة، وهو ما حدث لزائرة أجنبية، عندما قام سائق سيارة بالاقتراب منها كثيراً إلى حد أنه كاد يدهسها، لكنه ابتعد عنها فى اللحظة الأخيرة، ثم توقف، وأخذ يضحك عليها.
ووفقاً لدراسة أجراها المركز المصرى لحقوق المرأة فى العام 2008 وشملت 1010 نساء، تبين أن 98 فى المائة من النساء الأجنبيات و83 فى المائة من المصريات تعرضن للتحرش الجنسى.
وأشار التقرير أن هناك أسبابا عديدة تؤدى إلى تفشى التحرش الجنسى منها عدم احترام حقوق الإنسان بوصفه السبب الرئيسى، وقد قالت نهاد أبو القمصان، مديرة المركز المصرى لحقوق المرأة لـCNN "مصر تهتم بالأمن السياسى أكثر من اهتمامها بالأمن العام"، مشيرة إلى أن المسئولين يركزون على منع القلاقل والاضطرابات السياسية، أكثر من تركيزهم على أمراض المجتمع.
وتضيف CNN أن هناك من يلقون بالمسئولية على التفسيرات المحافظة للإسلام، والتى أخذت تتدفق على البلاد من منطقة الخليج منذ 30 عاماً، والتى تطالب بمزيد من التقييد على المرأة وتدين النساء اللواتى يخرجن من منازلهن للعمل أو لأى شىء آخر.
وتقول أبو القمصان: "ذهب نحو أربعة ملايين مصرى إلى منطقة الخليج، وعادوا بأموال النفط وثقافة النفط غير المنفتحة فيما يخص المرأة ووضعها، كل هذه الأمور ساهمت فى تغيير الثقافة الأصلية للمصريين، والتى تتضمن احتراماً كبيراً للمرأة".
أما الشابة الناشطة فى مجال حقوق المرأة، سارة، فتقول إن مفهوم الاحترام لم يعد موجوداً وتعتقد أن مصر "تعيش فى نكران للذات منذ وقت طويل، وأن شيئاً ما حدث للمجتمع المصرى خلال السنوات الثلاثين أو الأربعين الماضية، ويبدو أن نظام المجتمع كله تعرض للانهيار".
وأضافت CNN أن الحكومة المصرية تدرس قانوناً لتعريف واضح للتحرش الجنسى، وأوضحت أنه بالرغم من الحملات المناهضة للظاهرة، واحتمال إصدار قوانين ضدها، إلا أن الأمر الوحيد الذى قد يحمى المرأة من التحرش الجنسى فى شوارع القاهرة هو التغيير فى مواقف الرجال والذكور عموماً.
