الخس البلدي وزيت البصل.. حماية من تسمم الفسيخ في شم النسيم
يحتفل المصريون بأعياد الربيع وشم النسيم ولكن على طريقتهم الخاصة... فبجانب الورود والأزهار التي يجلبونها ابتهاجاً بهذه المناسبات، هناك طقوس أخرى تعد بمثابة علامة مميزة ليوم شم النسيم، تتمثل في تناول الأسماك بكافة أشكالها وأسمائها من فسيخ ورنجة وملوحة وغيرها.
وعلى الرغم من خطورة هذه الأكلات "المصرية الخالصة"، وتحذير الأطباء من عدم تناولها، نظراً لما تحويه من نسبة لا بأس بها من الميكروبات والسموم وخلافه، إلا أن أهالي مصر المحروسة لديهم الاستعداد لتحمل كافة العواقب في سبيل الحفاظ على طقوس هذه الأعياد كاملة دون نقصان!!
وحرصا من شبكة الإعلام العربية "محيط" على صحة قرائها، نحاول خلال السطور القادمة التركيز على بعض النصائح الخاصة بالتعامل مع هذه الأسماك المملحة في هذا اليوم الجميل..
أكد أستاذ التغذية الدكتور مجدى نزيه أن الخس البلدي المصري المتوفر حالياً بكميات كبيرة فى الأسواق بمناسبة موسم الربيع يعتبر من أجود أنواع الخس في العالم ويتميز بورقه العريض والناعم، حيث ترتفع فيه نسبة الزيوت وهو المصدر الرئيسى لفيتامين "E" الذي يطلق عليه الأطباء فيتامين الشباب لفوائده العديدة ومنها وقاية الجسم من الأكسدة والأورام وشدد على أهمية تناوله فى الوجبات الغذائية.
وأوضح نزيه خلال برنامج "صباح الخير يا مصر" أن تمليح الأسماك في المنزل مع إزالة الرأس والأحشاء والخياشيم والزعانف يقي من الجراثيم والميكروبات والبكتيريا التي توجد بكميات كبيرة في الأسماك المملحة بأنواعها كالفسيخ والملوحة والسردين على استخدام الليمون بكميات كبيرة مع البصل الأخضر لتكون وجبة الربيع متكاملة غذائياً.
وأضاف نزيه أنه إذا تعذر التمليح في المنزل فوجبة السمك الطازجة تكون هى البديل المناسب بعيداً عن الشراء من المتاجر التي تقوم بالتمليح مع الاحتفاظ بالأاجزاء الضارة كالرأس والأحشاء، مشيراً إلى أهمية البصل في محاربة الزكام إذا تم الاحتفاظ به في الفم لفترة مع التنفس بعمق.
وأكد أن زيت البصل قادر على قتل الجراثيم وهو ما يؤكد أهمية تناوله مع وجبة السمك المملح، كما يتميز بالمساعدة على امتصاص مادة الجلوكوز إضافة إلى أهميته فى علاج أمراض الأمعاء وعن أهمية الليمون قال إنه مع كونه مصدر رئيسي لفيتامين "سي" الواقي للبرد فهو مطهر قوي للحلق.
كما يؤكد أن الوجبات الشعبية المصرية التقليدية توفر العناصر الغذائية وهى البروتين والكربوهيدرات والفيتامينات والدهون بأسعار رخيصة وفي متناول الجميع ومنها الفول والفلافل والكشرى إذا تم تناولها مع طبق من السلطة الخضراء تمثل وجبة غذائية متكاملة تحتوي على كل العناصر الغذائية ومنها مصدر للطاقة كالخبز أو الأرز ومصدر للبروتين وهو الفول أو العدس والسلاطة الخضراء كمصدر لأنواع الفيتامينات.
ونصح أستاذ التغذية بالإكثار من تناول الوجبات النباتية والتقليل من كل ما هو حيواني بسبب وجود الكوليسترول وأضراره المعروفة وقال إن البقول بأنواعها تمثل مصدر رئيسي للبروتين بديلاً عن اللحوم البيضاء والحمراء.
وحول اكتفاء بعض السيدات بتناول طبق السلطة فقط لتخفيض الوزن دون اكمال الوجبة الغذائية، أكد أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى خلل كبير في العناصر الغذائية الضرورية للجسم ومنها مصدر الطاقة الضرورى للقيام بأى نشاط جسماني وهو الخبز ومصدر للبروتين المصدر الرئيسى لبناء خلايا الجسم وتجديدها.
كما تنصح الدكتورة هدى سلامة إبراهيم أستاذ التغذية بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان، بتناول الأسماك الطازجة وتجنب المملحة لخطورتها على الصحة, وخاصةً مرضي القلب والكلي وارتفاع ضغط الدم, مع عدم إسراف الأصحاء في تناولها.
وفي حالة شرائها يجب التعامل مع المحال المعروفة والخاضعة للرقابة الصحية تجنباً للإصابة بالتسمم الغذائي الناتج عن تناول السموم المتراكمة خلال فترة التمليح والحفظ بالعلب الصفيح وليس في براميل الخشب، مما يسبب إحتواء الأسماك المملحة على كميات كبيرة من الرصاص, وصدأ الحديد، الأمر الذي يزيد من قابلية الأسماك المملحة للتعفن ونمو الطفيليات والميكروبات المختلفة مسببة مغصاً وقئاً وإسهالاً، وتفرز سموماً مثل ميكروب "البوتيولزم" الأمر الذي قد يسبب الوفاة إذا لم يتم إنقاذه فوراً.
وأكدت سلامة أن الرنجة هى البديل الآمن للفسيخ نظراً لتعرضها للحرارة للتخلص من الطفيليات والميكروبات, وتوصي بتناول كميات كبيرة من الخضروات كالبصل الأخضر والخس والملانة والجرجير والبقدونس، لأنها تساعد في التخلص من الملح علاوة على فوائدها الغذائية.
مع الحرص على غسل تلك الخضراوات جيداً مع استخدام الخل لتجنب الإصابة بالدودة الكبدية، كما تنصح سلامة بتناول الفواكه بأنواعها المختلفة مثل الموز والبرتقال والتفاح، لاحتوائها على فيتامين "سي" ومضادات الأكسدة التي تعطي مناعة للجسم وتهاجم الميكروبات.
طريق سريع للوفاة
وعن أخطار تناول الأسماك المملحة في هذا اليوم، أكد الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، لـ "محيط" أن زيادة الملح في الطعام يؤدي إلى احتجاز الماء داخل الجسم فيزيد الوزن ويضر القلب, يرفع ضغط الدم، يضر الكلى والكبد، كما يزيد احتمالات السكتة الدماغية والجلطات وهشاشة العظام ويضاعف الأزمات الربوية، فبالتالي تناول هذه الأسماك قد يدمر أجهزة الجسم ويسبب الوفاة، وذلك لأن عملية تصنيع الأسماك المملحة تساعد على نمو البكتيريا اللاهوائية.
كما أفاد بدران أن هذه الأسماك قد تكون منتهيه الصلاحيه أو غير صحية، وذلك نتيجة لقلة الملح بالفسيخ أو عدم تركه وقتاً كافياً لمدة لا تقل عن 30 يوماً، كما أنه يتم تركه مكشوفاً فيتلوث بالأتربه والرصاص والحشرات كالذباب، مشيراً إلى أن أي فساد أو تلوث به لا يستطيع المستهلك اكتشافه بالعين المجردة أو حاسة الشم، لأن طبيعة رائحتها النفاذة تغطي على أي روائح فاسدة, فلا يستطيع المستهلك التعرف على التالف منها.
وعن أعراض التسمم الغذائي، يؤكد بدران أن أعراضه تبدأ بعد عدة ساعات إلى 36 ساعة من تناول الفسيخ الفاسد، أن الأعراض الأولى للتسمم تظهر بعد 8 إلى 12 ساعة من تناول الفسيخ، وهى عبارة عن زغللة في العين وازدواجية في الرؤية وجفاف بالحلق وصعوبة في الكلام والبلع وضعف بالعضلات تبدأ بالأكتاف والأطراف العليا وتنتقل إلى باقي الجسم، بالإضافة إلى ضيق في التنفس وفشل في وظائف التنفس التي من الممكن أن تؤدى إلى الوفاة.
وأوضح بدران أن سموم الفسيخ لا يبطل مفعولها إلا عند تعرضه لدرجة حرارة مائة مئوية, ولمدة عشر دقائق عن طريق القلي في الزيت, وأن الرنجة هى البديل الآمن للفسيخ, نظراً لطهيها وتعرضها للحرارة الشديدة.
وحذر بدران من تناول الفسيخ للأشخاص الذين يمثل لهم خطراً على صحتهم، وهم الأطفال والحوامل والمرضعات، ومرضى القلب والكبد والكلى وقرحة المعدة.
وينصح بدران بعدم الاسراف فى تناول الأسماك المملحة وتناول السمك المشوي والسلطه وشرب عصير الليمون.
تناول الفسيخ ولكن..
ومن جانبه، يرى الدكتور عمرو مطر الأستاذ بكلية الطب جامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية للتغذية الطبية، أنه يمكن تناول الفسيخ ولكن بشروط:
- مكان الشراء يكون من محال معروفة.
- أن يكون الفسيخ قوي ومتماسك ورائحته غير نفاذه أكثر من المقبول.
- إلا يتناول الفرد أكثر من 100 جرام.
- يجب إزالة الرأس والأحشاء وإضافة الخل والليمون لقتل البكتيريا، حيث أن هذا الوسط الحامضي لا يناسب وجود البكتريا.
وعن خطورة تناول الفسيخ، أكد مطر لـ"محيط" أن الملوحة الزائدة تؤدي لارتفاع ضغط الدم وآلام المفاصل وزيادة الوزن نتيجة لزيادة كمية الماء في الجسم. كما أنه يجب لبعض الأشخاص الامتناع التام عن تناول هذه الوجبة، وهم الأطفال أقل من ثلاث سنوات والحوامل والمرضعات ومرضى القلب والضغط العالى والكبد والكلى وقرحة المعدة.
كما ينصح مطر بتناول البرتقال والكنتالوب ليعادل كميات الصوديوم العالية الموجودة في الفسيخ والرنجة، كما يوصي بتناول الكركديه والشاي الأخضر والنعناع والزعتر والقرفة لمقاومة التلوث.
