كشفت دراسة علمية حديثة أن جنكيز خان -القائد المغولي الكبير- هو الإنسان الأهم مساهمة في تطبيق مفهوم صداقة البيئة على مدى التاريخ الإنساني؛ حيث أكّدت الدراسة أن حروبه وغزواته التي اتسمت بالدموية الشديدة ساهمت بصورة إيجابية في تحسين البيئة، ومنحها فرصة للانتعاش والنمو من جديد.
الدراسة الأمريكية التي أعدّها معهد Carnegie للعلوم وتحديداً قسم الدراسات البيئية، كشفت عن أن الأرواح التي أزهقها جنكيز خان وجيوشه ساهمت في جعل الشجيرات والأعشاب الصغيرة في المناطق التي قام بغزوها تكبر لتصبح غابات كبرى، وتُخلّص العالم من كميات هائلة مِن ثاني أكسيد الكربون، وهي النظرية التي اعترفت الدراسة أن علماء البيئة والأحياء قد يرفضونها لفظاعتها وتناقضها مع القيم الإنسانية النبيلة، ولكنها ترى في نفس الوقت أنها حقائق علمية مجرّدة مِن قيم أو مشاعر؛ إذ إنها كانت المرة الأولى التي يتمكّن فيها بشر مِن محاربة الاحتباس الحراري، والنجاح في تقليل درجة حرارة الأرض (بدون حتى أن يدري).
الدراسة تناولت تأثير إمبراطورية المغول التي ظهرت في القرنَيْن الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين، وتحديداً فترة حكم جنكيز خان، والتي تعتبر أكثر فترات هذه الحضارة قوة واتساعاً وبطشاً في نفس الوقت؛ حيث شهدت تلك الفترة قتل ما لا يقل عن 40 مليون شخص على يد جيوش جنكيز خان، وقدّرت الدراسة أن الغابات التي نمت في تلك الفترة استطاعت أن تمتص نحو 700 مليون طن مِن الكربون، وهي نفس الكمية التي يخلفها استخدام العالم حالياً للبترول في العام الواحد.
ولم تكن فترة غزوات جنكيز خان الدموية هي الوحيدة التي خضعت للدراسة؛ حيث تمت دراسة الأثر البيئي لأهم الأحداث والفترات التاريخية التي خلفت الكثير من القتلى في التاريخ الإنساني؛ ومن بينها فترة الموت الأسود (انتشار الطاعون) في أوروبا، وأيضاً سقوط سلالة مينج الحاكمة في الصين، وما صاحبها من موجات عنف وقتل شديدة، وأيضاً فترة غزو الأمريكتين، ولكن تظلّ فترة الإمبراطورية المغولية التي سيطرت على 22% من كوكب الأرض هي الأكثر تأثيراً في البيئة والأطول أيضاً.
القائمون على الدراسة أكّدوا أن الجانب الإيجابي من الدراسة لن ينفي عن جنكيز خان صفة السفاح والمدمِّر التي أُطلقت عليه وصاحبته في حياته ومماته، مشيرين إلى أن الدراسة هدفت إلى دراسة التأثير البيئي الموضوعي لأبرز الأحداث في تاريخ الإنسانية، أي شرح مفصل للتاريخ من وجهة نظر بيئية.