كشف الدكتور عبد الحليم نور الدين الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار في مصر عن وجود شبهة إسرائيلية في نقل تمثال رمسيس الشهير من مكانة في قلب العاصمة المصرية إلى المتحف المصري الجديد المزمع إنشاؤه في محافظة الجيزة جنوب العاصمة المصرية، وقد تكلف نقل التمثال حوالي ستة ملايين جنيه مصري (أي أكثر من مليون دولار).
أوضح نور الدين في حواره أن السبب الأساسي وراء نقل التمثال من مكانه بالميدان المعروف باسمه والذي حل به قبل أكثر من نصف قرن بالعاصمة المصرية القاهرة، بعد اكتشافه عام 1881 في أحراش النخيل بقرية ميت رهينة بالجيزة هو رغبة إسرائيل في إخفاء هذا التمثال بمتحف مغلق بدلاً من وجوده أمام كل العالم في مكان مفتوح في قلب ميدان رمسيس خاصة وأن إسرائيل تزعم أن هذا التمثال هو لـ"فرعون الخروج" الذي اضطهدهم وأخرجهم من مصر مطرودين منها, ويفجر "نور الدين" مفاجأة أخرى بأن اليابان التي تمول بناء المتحف المصري الجديد, اشترطت نقل التمثال لإتمام تمويلها للمشروع بتنسيق غير معلن مع إسرائيل.
بدوره يشير الدكتور أحمد عطية أستاذ ترميم الآثار في جامعة القاهرة في حديثه أيضاً ل" فرفش" أن المكان الجديد الذي ترغب الحكومة المصرية في نقله خطير للغاية زاعماً أن رياح الخماسين ستفعل به كما فعلت بأبي الهول والأهرامات خاصة وأنه سينقل إلى الموقع المخصص له بناء المتحف وسيظل في العراء لست سنوات حتى يتم استكمال بناء المتحف المزمع إقامته في الجيزة .
ويضيف عطية أن مكان "رمسيس الثاني "الحالي أكثر أمانا له كما أن منطقة الجيزة أشد تلوثا من ميدان رمسيس حتى ولو وضع التمثال في متحف مغلق في الجيزة, الأمر الذي يثير شبهات مثيرة في عملية نقل التمثال الذي يهتم به الإعلام الإسرائيلي بصورة لافتة ويكون على رأس جميع البرامج السياحية للأفواج الإسرائيلية التي تزور القاهرة.
ويتفق الدكتور عبد المنعم سيد أستاذ الآثار المصرية القديمة مع كلاً من "نور الدين" و"عطية" في وجود (شبهة دولية) لنقل تمثال رمسيس من مكانه مؤكداً أن هناك تماثيل فرعونية عديدة تصلح لأن توضع في مدخل المتحف الجديد, والأكثر من ذلك أن هناك تمثال أخر كامل لرمسيس الأول ارتفاعه 12 مترا يرقد علي ظهره ويقبع في بلدة ميت رهينة الواقعة في صعيد مصر فلماذا لا يوضع في مدخل المتحف الجديد عندما يتم البناء, ولماذا الإصرار على رمسيس الثاني بالتحديد؟ , وزعم أن هناك شبهة غريبة في الإصرار على نقل التمثال من مكانه, وهي الشبهة المتورط منها كبار المسئولين في الحكومة المصرية.
المعروف أن تمثال رمسيس يمثل أهمية كبيرة في التراث المصري الحديث وهو ملتقى العائلات المصرية وصورت حوله العديد من الأفلام أبرزها يوم من عمري بطولة المغني الراحل عبد الحليم حافظ والفنانة زبيدة ثروت وباب الحديد بطولة الفنان فريد شوقي الراحل والفنانة هند رستم . وقد غادر رمسيس الثاني أشهر ملوك الفراعنة.
ويعد رمسيس الثاني من أشهر الملوك في الدولة الحديثة التي يطلق عليها علماء المصريات عصر الإمبراطورية (نحو 1567 - 1200 قبل الميلاد) وهو أبرز ملوك الأسرة التاسعة عشرة وحكم مصر 67 عاما تقريبا بين عامي 1304 و1237 قبل الميلاد