اثار قرار الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي بإلغاء تطبيق درجات الرأفة في مختلف الجامعات المصرية من العام القادم بسبب عدم اتفاقها مع معايير الجودة في التعليم العالي الخلاف بين الخبراء والطلاب.. حول نظم تقويم الامتحانات بالكليات.
أجمع أساتذة الجامعات علي تأييد قرار وزير التعليم العالي.. إلا أن بعضهم طالب بتطوير نظم التصحيح خاصة في الكليات ذات الأعداد الكثيفة.
بينما شكا الطلاب من عدم وجود أي رقابة علي المسئولين من تصحيح أوراق الاجابات حيث طالبوا بضرورة وجود منظومة تتيح لهم الاطلاع علي أوراق إجاباتهم وكتابة ملاحظاتهم علي غرار امتحانات الثانوية العامة.
أشار نائب رئيس جامعة المنصورة إلي تجربة التصحيح الإلكتروني لأوراق الإجابة دون تدخل بشري كأفضل الحلول لضمان عدالة نتائج الطلاب.
تكافؤ الفرص
قال د. محمد عبدالحميد النشار نائب رئيس جامعة حلوان لشئون التعليم والطلاب إن درجات الرأفة هي درجات عمياء يتم اضافتها لبعض الطلاب بقرار ولا تتفق مع عملية التقييم والتقويم للامتحانات مشيرا إلي أنها إخلال بالمعايير فالهدف من الامتحانات قياس مدي تحصيل الطالب للمعارف التي تم تدريسها خلال العام الدراسي ومدي تنمية مهاراته من خلال الأنشطة والاطلاع.
أوضح أن درجات الرأفة تفتح المجال للتفرقة بين الزملاء في الفرقة الواحدة مؤكدا أن هذا النظام غير موجود في أي منظومة تعليمية في دول العالم المتقدم وأنه يتنافي مع معايير الاعتماد والجودة وهي معايير مدروسة ومقننة وتتفق مع أهدافها في تطوير العملية التعليمية.
أشار إلي أن درجات الرأفة ليس لها علاقة بالنجاح أو التقييم المعتمد.. مؤكدا أن الطالب الذي ينجح بدرجات الرأفة ليس له مكان في سوق العمل.
طالب بإلغائها لأنها نظام فاشل ويشجع الطلاب علي عدم المذاكرة والاجتهاد فالاختبار هو الوسيلة التي تقاس بها تحصيل الطلاب للمواد ويقوم الأستاد بتقييم اجاباته وإذا كان هناك خلل ما يقوم الأستاذ بإصلاحه بأساليب علمية.
قال الدكتور جلال الدين الجميعي عميد علوم حلوان إن درجات الرأفة ليست قانونية وتمنح للطلاب بدون وجه حق وتساوي بين الطالب الراسب وطالب آخر ناجح وهذا إخلال بمبدأ العدالة.
أوضح أن الرأفة لا تحقق العدل بين الطلاب ولكنها عُرف في الجامعات المصرية واعتبره الطلاب حقا مكتسبا لهم يطالبون به.
أوضح أن هناك لجان ممتحنين وهي موجودة في قانون الجامعات وتقوم علي حيثيات معينة ودوافع قوية مثل صعوبة الامتحان أو تدهور النتائج حتي نقوم بتحقيق العدالة بين الطلاب فالراسب ليس له مكان في ظل مشاريع الاعتماد والجودة مشيرا إلي أن تقويم الامتحانات علي رأس أولويات مشاريع تطوير العملية التعليمية فنحن لا نعالج الخطأ بالخطأ.
أكد أن الامتحانات أصبحت تعتمد علي قدرات الطلاب المهارية والاحتكاك المباشر وأيضا درجات الشفوي مما ألغي نظام الامتحان النهائي الذي كان يعتمد علي جزء كبير من الدرجات وأصبح لا يتعدي ال 20% فليس له دور مؤثر علي النتيجة الكلية.
نظم التقويم
أيد الدكتور حامد طاهر نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب الأسبق إلغاء درجات الرأفة مشيرا إلي أنها تمنح للطالب في حالتين الأولي هي: الانتقال إلي سنة دراسية جديدة أو في حالة رفع تقديره إلي تقدير أعلي.
أوضح أن هذه الدرجات لا معني لها في تطبيق معايير الاعتماد والجودة مؤكدا أنه طالب مرارا وتكرارا بضرورة إعادة ورقة الإجابة للطالب بعد تصحيحها لكي يتعرف علي أخطائه وبالتالي يمكن أن يناقش أستاذ المادة في أي ظلم واقع عليه.
أكد أن اتباع هذا النظام سيزيد من مسئولية الأستاذ الذي يقوم بالتصحيح فلا يكون هناك إهمال أو تقصير وأن يدرك الطالب أخطاءه ويتجنبها بعد ذلك.
اتفق معه الدكتور محمد سويلم نائب رئيس جامعة المنصورة لشئون التعليم والطلاب الذي أشار إلي ضرورة التفكير في تطوير نماذج الامتحانات التقليدية ونظم تقييمها في ظل ارتفاع أعداد الطلاب خاصة في الكليات النظرية.. مشيرا إلي التجربة التي بدأت جامعة المنصورة تطبيقها في العام الماضي في كلية التجارة وعلي نطاق الجامعة ككل في مادة حقوق الإنسان حيث تم تطبيق نظام التصحيح الإلكتروني علي الامتحانات من خلال برنامج إلكتروني وهو ما يساهم بشكل كبير في تخفيف الأعباء عن أعضاء هيئة التدريس ويجعل الطلاب أكثر ثقة في عدالة نتائج التصحيح خاصة أن التصحيح سوف يكون إلكترونيا دون تدخل بشري ماعدا سؤال المقال.
من جانبهم عارض الطلاب فكرة إلغاء درجات الرأفة دون تطوير نظم تقويم وتصحيح الامتحانات حيث قال مصطفي الجمل الطالب بالفرقة الثالثة بكلية التجارة إن درجات الرأفة تعد الملجأ له في بعض الامتحانات التي تكون نتائجه فيها ليست جيدة.. مؤكدا أنه وكثيار من زملائه يقومون بحل الامتحانات بشكل جيد للغاية إلا أنه يفاجأ بأنه لم يوفق في حين أن زميله الذي كان يشرح لها وكان يجلس بجواره في الامتحان قد نجح وبتقدير.. أوضح أن تلك التجربة لا يتعرض لها وحده ولكن تعرض لها العديد من أصدقائه في مختلف الكليات بالجامعة.. حتي صار الأغلبية منهم تؤمن أن الحل الجيد في الامتحانات ليس المقياس للنجاح.
اتفق معه محمد المنياوي الطالب في الفرقة الرابعة بكلية الاداب بجنوب الوادي وعضو اتحاد الطلاب.. الذي أشار إلي أن هناك تجربة حية شاهدها في أحد الامتحانات منذ عام عندما قام أحد زملائه بإخراج كتاب المادة التي يؤدي الامتحان بها وأجاب عن أسئلة الامتحان بل وأخبر زملاءه الموجودين حوله بالاجابات الصحيحة دون أن يلاحظ المراقبون.. لكن النتيجة كانت رسوبه هو واثنين في حين أن الباقي نجحوا.
طالب بضرورة وجود منظومة تسمح للطلاب بالاطلاع علي ورقة إجاباتهم بعد تصحيحها وكتابة ملاحظاتهم كما يتم في امتحانات الثانوية العامة حتي يضمن الطلاب أن يحصلوا علي حقهم وذلك قبل التفكير في إلغاء درجات الرأفة