في محاكمة تاريخية غير مسبوقة، تبدأ محكمة جنايات الجيزة غدا (السبت) أولى جلسات محاكمة حبيب العادلي -وزير الداخلية السابق- في لحظات فارقة يشهدها تاريخ مصر.
ومن المتوقّع أن تشهد المحاكمة إجراءات أمنية مشددة؛ للحفاظ على النظام في الجلسة، كما سيحضر عدد كبير مِن ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعالمية.
وكانت قد حددت محكمة الاستئناف الأسبوع الماضي برئاسة المستشار السيد عبد العزيز عمر جلسة السبت 5 مارس؛ لبدء أولى جلسات محاكمة اللواء حبيب العادلي أمام محكمة جنايات الجيزة، وحددت المحكمة دائرة المستشار المحمدي قنصوة لنظر جلسات المحاكمة أمامه في القضية المتهمة فيها الوزير السابق بالتربّح وغسيل الأموال.
يرأس جلسة المحاكمة المستشار المحمدي قنصوة، وهو القاضي الذي رأس المحاكمة في قضية مقتل المطربةاللبنانية سوزان تميم التي أدان فيها هشام طلعت مصطفى، ومحسن السكري، وأصدر حكم الإعدام عليهما.
يواجه العادلي غدا تهمتَي التربّح وغسل الأموال والإضرار العمدي.
تعود الوقائع إلى تلقي النيابة العامة بتاريخ 2011/2/12 كتابا من وحدة مكافحة غسل الأموال التي تم إخطارها من أحد البنوك بقيام شريك بإحدى شركات المقاولات بإيداع مبلغ 4 ملايين و 500 ألف جنيه في حساب المتهم حبيب العادلي، بما لا يتناسب مع حركة وطبيعة حسابه الشخصي طرف البنك، وكشفت التحقيقات عن أن الشخص الذي قام بإيداع تلك المبالغ قد سبق أن أسندت وزارة الداخلية إلى شركته تنفيذ إنشاء بعض العمارات السكنية في بعض المشروعات الخاصة بها، وأن هذا الشخص قام بشراء قطعة أرض مخصصة للوزير للمتهم بمنطقة القاهرة الجديدة، وأودع قيمتها في الحساب الشخصي للمتهم بأحد البنوك، وبعد هذه الصفقة التي تمت بينهما، أعادت وزارة الداخلية إسناد تنفيذ عمليات أخرى لذات الشخص مشتري الأرض.
يذكر أن حبيب العادلي يخضع لتحقيقات أخرى أمام نيابة أمن الدولة العليا، فيما نسب إليه من اتهام بالتحريض على قتل وإصابة المتظاهرين، وإعطاء أوامر بفتح السجون، وسحب الشرطة، وهو ما أحدث فوضى وفراغا أمنيا بالبلاد؛ تسبب في حدوث أعمال التخريب والسرقه والنهب.
ومن المنتظر خلال الفترة المقبلة إحالة العادلي للمحاكمة الجنائية أيضا في هذه الاتهامات، ويتولى الدفاع عن العادلي، غدا فريق من المحامين بينهم فريد الديب، وأحمد الجنزوري.