تظاهر الآلاف فى عدة مدن سورية، وللمرة الأولى فى مناطق شمال شرقى سوريا، حيث يشكل الأكراد غالبية، للمطالبة بإطلاق الحريات، مما أسفر، بحسب شهود وناشطين حقوقيين، عن وقوع تسعة قتلى برصاص قوات الأمن، ثمانية فى مدينة دوما، وآخر قرب درعا.
وحيت واشنطن "شجاعة وكرامة" المتظاهرين السوريين، داعية الرئيس بشار الأسد إلى الوفاء بوعوده الإصلاحية، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاى كارنى، فى بيان: "ندين ونأسف لاستخدام العنف ضد المواطنين الذين يتظاهرون فى سوريا، ونحيى شجاعة وكرامة الشعب السوري، وعلى الرئيس بشار الأسد أن يتخذ سريعا إجراءات وفاء بوعوده، وأن يعجل فى برنامج الإصلاحات".
وجاءت التظاهرات الجديدة بعد دعوة ناشطين سوريين للمرة الثالثة إلى التظاهر بعد صلاة الجمعة التى أطلقوا عليها اسم "جمعة الشهداء"، احتجاجاً على خطاب الرئيس بشار الأسد، السبت، الذى لم يعلن خلاله عن أى إجراءات إصلاحية محددة لتهدئة حركة الاحتجاجات غير المسبوقة فى البلاد، لا سيما رفع حالة الطوارئ المفروضة فى سوريا منذ العام 1963.
وقال الناشط الحقوقى هيثم المالح، فى تسجيل فيديو تم بثه على مواقع الإنترنت: "أدعو المواطنين إلى الاستمرار فى الضغط على السلطة من أجل تحقيق مطالبهم التى لا غنى عنها". وقال شاهد آخر: إن متظاهرين قاموا بعد خروجهم من مسجد المدينة بعد الصلاة بإلقاء الحجارة على قوات الأمن التى ردت بإطلاق النار عليهم.
وأفاد الشاهد بأن عدد القتلى قد يتجاوز العشرة، إلا أنه أورد أسماء ستة عرفت هويتهم وهم إبراهيم المبيض، وأحمد رجب، وفؤاد بلة، ومحمد علايا، ونعيم المقدم وعمار التيناوى. كما أضاف الشاهد أن بين القتلى شخصين من عائلتى عيسى والخولى. وأضاف: "سقط أيضا عشرات الجرحى وقامت قوى الأمن باعتقال العشرات كذلك".
وأكد الشاهد أن نحو ثلاثة آلاف شخص خرجوا من عدة جوامع فى دوما القريبة من دمشق للتظاهر بعد صلاة الجمعة، وأن قوات الأمن قامت بإطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريقهم قبل إطلاق النار.
وأضاف أن معظم السكان قاموا بالاحتماء فى البيوت، وأن قوات الأمن نشرت قناصة فوق البنايات كانوا يطلقون النار على كل من يخرج إلى الشارع. وتابع: "إنهم يقومون باعتقال الجرحى ويمنعونهم من الدخول إلى المستشفيات".
وأكد أن قوى الأمن كانت تحاصر المدينة ولا تسمح بدخولها إلا لمن تثبت بطاقة هويتهم أنهم من سكانها. وفى دمشق، لم يتمكن مسئول سورى من تأكيد سقوط قتلى.
وفى وقت لاحق من مساء أمس، الجمعة، أعلن مصدر سورى مسئول أن مسلحين أطلقوا النار الجمعة على متظاهرين فى مدينة دوما شمال دمشق، مما أدى إلى مقتل عدد منهم وإصابة العشرات من المدنيين وعناصر قوات الأمن.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن المصدر قوله: إن "مجموعة مسلحة اعتلت أسطح بعض الأبنية فى مدينة دوما بعد ظهر اليوم، وقامت بإطلاق النار على مئات من المواطنين كانوا يتجمعون فى المدينة، وكذلك على قوات الأمن، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى من المواطنين وقوات الشرطة والأمن".
وأضاف المصدر أن "الجهات الأمنية تقوم بملاحقة أفراد المجموعة المسلحة التى روعت الأهالى عبر إطلاق الرصاص بشكل عشوائى". ونقلت الوكالة السورية أن "عددا من أبناء مدينة دوما أكدوا أن مجموعات مسلحة وأخرى تقوم بالتحريض وإثارة الفتنة جالت فى المدينة وقامت بترويع الناس وإطلاق النار عشوائيا فى أماكن التجمعات".
وفى الصنمين فى محافظة درعا جنوب سوريا، أكد ناشط لحقوق الإنسان أن شابا يدعى ضياء الشمرى فى العشرينيات من العمر قتل بنيران قوى الأمن على مدخل المدينة.
وأضاف الناشط أن القتيل جاء إلى الصنمين مع متظاهرين آخرين من بلدتى انخل وجاسم المجاورتين وأن قوى الأمن أطلقت النار لتفريقهم.
وأفاد الناشط أن متظاهرين اثنين آخرين من بلدة جاسم قتلا أيضا، إلا أنه لم يتسن التحقق من هذه المعلومة كون هوية القتلى لم تعرف بعد.
وفى مدينة درعا، تظاهر الآلاف أمام القصر العدلى مطالبين بإطلاق الحريات و"الوحدة الوطنية".
وشهدت درعا، مركز الاحتجاج، أكبر عدد من القتلى منذ 18 مارس، وراوحت حصيلة القتلى بين 30 وفق السلطات، و55 حسب منظمة العفو الدولية، وأكثر من سبعين حسب هيومن رايتس ووتش و130 كما قال ناشطون.